آخر الأخبار

من سارق خروف إلى ساعي خير

 من سارق خروف إلى ساعي خير

 

يحكى أن قرية اشتهر أهلها برعي الأغنام والخراف . في أحد الأيام  قرر رجلان من العاطلين عن العمل بسرقة بعض الخراف في سواد الليل حتى لا يراهما أحد، وكانت الخطة تقضي بأن يسرقا خروفا واحدا فقط في كل مرة لا أكثر، حتى لا يشك أحد من أصحاب الخراف بالأمر، وبالفعل قاما بتنفيذ الخطة.

 

من سارق خروف إلى ساعي خير
من سارق خروف إلى ساعي خير 

 لكن مالكي الخراف من أهل القرية شعروا بنقصان أعداد الخراف مع كل مرة يسرق فيها الرجلان خروفا، لكنهم لم يستطيعوا معرفة السارق، فعقدوا اجتماعا خرجوا على إثره بقرار التناوب في حراسة الخراف ومراقبة الحظيرة.

 وفي ليلة غاب فيها القمر وبينما هم يحرسون، إذ ظهر شخصان ملثمان وهما يقتحمان الحظيرة ويسرقان خروفا، فما كان من الحراس إلا أن أحاطوا بالملثمين وأمسكوهما وقيدوهما، ثم نزعوا عن وجهيهما اللثام، وبعدها عقدوا اجتماعا عاجلا خرجوا بقرار عقاب يقضي بإحماء سيخين على النار، السيخ الأول على شكل حرف [س] والآخر على شكل حرف [خ] ثم تكوى به جبهتا الرجلين ليكونا عبرة لكل سارق، وكان الهدف من ذلك هو بقاء عار السرقة على جبينيهما أينما حلا وارتحلا، فكان حرف الـ [س] فيرمز إلى كلمة سارق وأما حرف الـ [خ] فيرمز إلى كلمة الخروف يعني [سارق خروف] . 

وبالفعل كانا كلما ذهبا إلى مكان كان الوسم الذي في جبينيهما عارا عليهما فيسميهما الناس بـ [سارقي الخراف]، فلم يحتملا  هذا العار وهذه الفضيحة فقررالرجل الأول  الذهاب لقرية أخرى لا يعرفه فيها أحد، وأما الآخر فقرر البقاء في قريته ونوى في نفسه تغير سمعته رغم يقينه ببقاء الوسم في وجهه، بالفعل تغير حاله كثيرا فصار يعين الكبير ويعطف على الصغير ويساعد الناس ثم إنه اشتهر بأعمال الخير حتى أحبه كل من في القرية، وبقي على هذا الحال إلى أصبح طاعنا في السن.

 وفي يوم من الأيام دخل العجوز المطبوع على جبينه [ س خ ] إلى قهوة القرية فقام الجميع واحترمه وأثنى عليه، فاستغرب رجل غريب ليس من أهل القرية وقد كان جالسا في القهوة، استغرب من حرارة ترحيب الحاضرين بهذا الرجل الطاعن في السن، فدفعه فضوله فقام وذهب إلى مالك المقهى وسأله عن سبب حرارة لقاء وترحيب الحاضرين بهذا العجوز، و عن سر الوسم [ س خ ] الذي في جبينه، فقال صاحب المقهى: هذه قصة قديمة ولكني أظن أن هذا الوسم المتمثل في حرفي [ س خ ] يعنيان ” ساعي خير .

 

🍀كيف تحول سارق الخراف الى ساعي للخير… التغيير … التغيير للاصلح مهما كان ماضينا ومهما كان يقول الناس عنا نحن اساس التغيير  واذا لم نشأ لانفسنا التغيير فلن نتغير ابدا حتى لو وضعت مفاتيح النجاح في ايدينا.

 

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال